
دعا رئيس الجمهورية مؤخراً الأطر والوزراء إلى قضاء عطلهم السنوية داخل الوطن، مع تفضيل مناطقهم الأصلية، تعزيزاً للصلة بين النخبة ومجتمعها المحلي، وتشجيعاً للسياحة الداخلية والتنمية المجتمعية.
وتأتي هذه الدعوة في سياق الجهود الرئاسية لتعزيز روح الانتماء الوطني وتكريس التواصل بين صناع القرار والمواطنين في عمق الوطن.
ورغم ما تحمله الدعوة من أبعاد إيجابية، خصوصاً على مستوى صلة الرحم والاطلاع المباشر على أحوال المواطنين، إلا أن بعض الممارسات المرافقة لهذه الزيارات، خاصة في ولاية الحوض الشرقي، باتت تقوض الأهداف النبيلة التي سعت إليها الرئاسة.
ومن أبرز هذه الممارسات ظاهرة "النحائر" أو ما يعرف محلياً بـ"الگودة"، وهي تقديم الإبل أو البقر أو الغنم للوزراء والمسؤولين الزائرين.
وغالباً ما يُنظر إلى هذه العطايا على أنها شكل من أشكال الرشوة المقنعة، تقدم طمعاً في مكاسب مستقبلية أو التزامات قد لا تتحقق على أرض الواقع.
وقد أثارت هذه الظاهرة استياءً متزايداً في أوساط الوجهاء والسياسيين المحليين بالحوض الشرقي، لما فيها من تبديد للموارد، وتكريس لمظاهر التملق، بل وتحويل زيارات المسؤولين إلى مناسبات للرياء بدل أن تكون منصات للعطاء والبذل والإصغاء وتقديم الحلول.
ومن هنا، يرى العديد من المراقبين أن من الضروري تدخل الرئيس شخصياً لوضع حد لهذه الممارسات، حفاظاً على نزاهة العلاقة بين المواطن والمسؤول، وصوناً للمعنى الحقيقي لدعوة قضاء العطلة في الداخل، حتى لا تتحول إلى عبء اجتماعي واقتصادي على الأهالي، ولا إلى مسرح لتغذية ثقافة الإقصاء والفساد المقنع.
مولاي الحسن مولاي عبد القادر