أغارت خزاعة على هوازن، وَسَقُوا هودج سلمى وقلادة الرباب وخمار دعد.. أخذوا الخيل العتاق، وخيام الوبر.. نهبوا السيوف اليمانية.. لم يتركوا رمحا ولا قوسا ولا وسادة ولا كساء.
كل شيء في واد الأراكِ مستحَل، حتى "عطر منشم" أراقوه.. مزقوا أحرف "النزاهة"، وضعوا كل حرف في زنزانة.. هرسوا الحياء فاستولوا على باحات كتاتيب الأطفال.. احتقروا العسس فسرقوا ثلث مراح إبلهم.. هجموا على عرصات الشبان فتلصصوا على نصف السور الملعون: حيث صلى العصاة، ذات يوم، خلف الزعيم الراحل (صلاة لا ثواب لها غير نار تلظى).